الأحد، 31 أغسطس 2014

قصة قصيرة

يحلم ليلاً بأنه أصبح ثريا , لديه منزل كبير على البحر بحديقة رائعة وكراج به سيارة 

أحدث موديل , وشركة يأمر فيها كيفما شاء , وفجأة يصحوا من نومه على صوت 

المنبه المزعج صاحب الجرسين الكبيرين .



 يفتح عينيه على كلمة يا فتاح يا عليم يا

رزاق يا كريم ثم يسحب الفوظة من على الشماعة ويذهب ليغتسل ويفتح الحنفية

ولا يجد بها مياه , يسعفه الحظ بوجود زجاجة قد اختزنها بالامس لمثل هذة الظروف

وينتهيى من حمامه ويخرج ليكتشف ان الكهرباء قطعت وعلى الفور يبحث عن كشافه 

الذى اشتراه منذ يومين بمبلغ 40 جنيها بعد فصال دام عشر دقائق مع البائع .

ثم بعد ذلك يلبس ملابسه التى اشتراها منذ 3 سنوات ومازالت تغطي جسده ثم ينزل

 لينتظر الميكروباص , وكلما جاء واحدا من بعيد واذا بالركاب معه ولكنهم خارج

 الميكروباص يهرولون و متزاحمون يودون لو ينتقلوا للداخل بأية طريقة , يفوته 

الميكروباص وينتظر الاخر حيث لا وجود لأوتوبيسات هيئة النقل العام ! يأتي 

الميكروباص وهنا يقرر ان يحارب من اجل الركوب , وبالفعل ركب ولكن رائحة 

الميكروباص مثيرة للغثيان , يتحمل كل ذلك من اجل ما يريد . واثناء السير إذ 

بالسائق 

يسب ويشتم أحدي السيارات التى قطعت عليه الطريق دون سابق انظار ! عموما 

ينتهى المشوار بأن يصل للمصلحة كي يستخرج ورقة تاميناته ويقف فى طابور طويل 

نسبيا حيث العرق والزحمة وسفالة المواطنين , ينتهي من استخراج ما يريد ويذهب 

ليأكل شيئا من عربة الكبدة القريبة منه ولكن شكلها غير مريح فينتقل لمحل الكشري 

ويجلس ويطلب طلب كشرى لوكس واثناء مضغه الطعام يجد قطعة من الطوب 

الصغيرة التى أثرت علي اسنانه !! يخرج من المطعم مشمئزا ليسير فى طريقه المليئ 

بالحفر والمطبات والمجاري كي يذهب ليجلس مع صديقه على القهوة بعض الوقت , 

ينتهي من جلسته مع صديقه الذي طلب منه سلفة واعطاه ما يستطيع ان يقرضه اياه .. 

ثم يذهب الى منزله ويفتح الكمبيوتر الخاص به ويستطلع الجديد على موقع الفيس بوك 

ويتنهد تنهيدة كبيرة ويكتب هذا البوست "  مصر دولة عظيمة بجيشها و شعبها و لازم 

نقف لكل الخونة و المتآمرين بتوع يناير اللي عاوزين يسقطوا مصر " !!!!
يرد عليه صوت من بعيد ليقول له كلمات بسيطة وهي : أنتم بؤساء لدرجة أنكم 

أصبحتم تحبون بؤسكم وتدافعون عنه . ومغفلين لدرجة انكم لا تعلمون انه لا توجد بلد 

من الاساس وما نعيشه ليس إلا جندي يحمل سلاحه كي يخرص من يتكلم .. لو كان 

هناك وطن بالفعل ماكنتوش هاتتبهدلوا كدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق